[right]
الترخيص لسفينة النجاة
الجميع يتذكر سفينة النجاة التي كانت ستبحر ب 30 الف مغربي ليس إلى مثواهم الأخير بل إلى عالم المال و الرفاهية و الشغل و
الحياة الكريمة لكن سرعان ما تبين أن هذه السفينة لم تكن إلا من ورق ستانسيل و لم تستطع الخروج من ردهات وزارة التشغيل.
التاريخ يعيد نفسه الذي تغير هو أن هذه السفينة أبحرت فقط ب 352 من اصحاب الشواهد العليا فهنيئا لهم ، وبقي الآخرون ينتظرون على شطآن سيدي العابد و سيدي بوزيد و سيدي رحال يلوحون بملفاتهم المكونة من عدة نسخ مصادق عليها للشهادة المحصل عليها و طلبات الانتقال إلى الضفة الاخرى غير مصادق عليها و بعض اللوائح الواردة اسماءهم ضمنها.
أليس بمقدور ربان سفينة النجاة الذي تخلى عن 30 ألف بحار من أبناء طينته أن يتخلى عن مجموعة من الانتظاريين الذين لم يحركوا ساكنا سوى تسجيل أسمائهم ضمن لوائح توجد عند بواب السوكيريتي في الموارد البشرية، و البعض استطاع بحذاقته أن يبعث بعشرات الملفات لدرجة أنه لا يوجد شخص بالرباط ينتمي إلى الوزارة إلا و يتوفر على ملف له، جاهز في انتظار إعطائه الاشارة للانطلاق و كأنه صاروخ عابر للقارات لأننا في زمن السرعة و الفرصة لا تعطى إلا مرة واحدة.
وصلنا بأنفسنا لدرجة أن من أتى ليستفسر عن ملفه يقال له أن اللوائح عند البواب و لا حاجة للدخول، أو أن عليه ترك رقم هاتفه قصد الاتصال به برقم مجهول المصدر
appel inconnu
حتى لا يتمكن من الاتصال بهم، فالأمر لايتطلب إلا التأشير، و آخر اجل هو شهر يوليوز من الأعوام القادمة بحول الله، ربما يوليوز 2012
أو 2013 أو 2020
أو غيرها ، المهم هو يوليوز و كفى ، هذا ما تم الاتفاق عليه.
ماذا ننتظر إنها الفترة التي نكون فيها أو لن نكون أبدا، و ما يلزم هو الانزال بالرباط و لن نتحرك حتى نأخذ قرارات الترقية و ليس تطمينات الحارس النهاري للموارد البشرية أو المكلف بالشؤون الإقصائية في الموارد البشرية.